عرض خوملضة...تلقائية والافكار الجريئة

عندما يجتمع كل ماهو غير معقول وعبثي في عمل كوميدي واحد  فبتأكيد نحن نتكلم عن خوماضة  "الوان مان شو " لياسين الصالحي ومخرجه محمد علي الهويملي ، خوماضة هي مسرحية كومدية بمتياز مراوحة بين النقد اللاثع لكل العادات التونسية وكل الاطراف المشاركة في أخذ القرار من سياسين ، إعلام و كل أطراف المجتمع المدني ،مما يضهر مدى طرافة الوضع في البلاد رغم خطورته : صراع بين الحداثة والرجعية يخلق الكثير من المواقف المضحكة دون أن نستخلص من كل ما يحدث و خلال 75 دقيقة  من الضحك  موقف الفنان من كل ذلك مما يطرح العديد من الاسئلة  التي تجبرنا "على  التفكير أكثر من مرة  في أحكامنا المسبقة ، الهوية والتوجه السياسي الثقافي 

ثقافة الستاند أب والوان مان شو أصبحت موجودة وبكثرة على الساحة الفنية اليوم  لكن التلقائية والافكار الجريئة   تجعل من خوماضة عمل متميز بدون أدنى شك  مع ذلك توجد الكثير من الايحائاة التي لا أرى أن النص المسرحي في حاجة لها لخلق الضحك وأرى أن النص بالقوة الكافية ليحذف منه كل الكليشيات  دون أن تؤثر على المستوى المعهود لهذا  العمل الفني

خوماضة...عرض كوميدي جريء

مسرحية كوميدية بإمتياز، مراوحة بين الكوميديا السوداء، السخرية، النقد والتلقائية.. نص وأداء ياسين الصالحي إخرج محمد علي الهوميلي و منذ عرضها الاول يوم 27 جانفي 2018 في قاعة البرناس ، قدمت مجموعة من العروض الاخرى في فضاء كارمن ، المونديال وهي  تشق  طريقها وتفرض نفسها في العديد من المنسبات الثقافية ،أداء ونص محكم يجعل من الجمهور يتفاعل ، يضحك ويصفق مع كل موقف.. 

جرأة مسرحية تحطم كل القواعد ، نص كوميدي  يأخذنا في مراوحة بين الواقع والخيال، الغريب والمألوف ، نسافر عبر الزمن حيناً ونضحك حينا ،نناقش في أذهننا مواضيع فلسفية من النوع الثقيل حينا أخر ، وان مان شو غريب الاطوار حقاً، يليق به إسم خوماضة ..

ورغم أني إستمتعت كثيراً بهذا العرض الذي يبرز العمل الجدي والدؤوب لاصحابه وكما وجدت من واجيبي أن أقدم لكم عملا ممتازاً لا يجب إخفائه على الجماهير التونسية أجد أنه من واجبي طرح بعض التسؤلات ، حيث لاحظت بعض النقد لمكاسب  المرأة التونسية الذي يحتاج إلى تبرير وهل من الممكن  حقاً أن تتقبل كل شرائح المجتمع التونسي هذه الجرأة والافكار المثيرة ، أو أن هذا العرض موجه لشريحة دون سوها ؟  وكيف يمكن لهذا العمل الصمود وسط غياب الدعم و التغطية الاعلامية ؟  مع ذلك لا شك عندي في أن هذا الثنائي  يخفي في جعبته بعض الاوراق لتجاوز العقابات...