هل ‏أصبحت المنصات ‏الرقمية ‏بديلا ‏للتلفزيون ‏و ‏السنيما ‏؟ ‏

0
أصالتها الفنية، وتطوراتها التقنية، وكلّ ما قدمته وتأثرت وأثرت بِه عبر تاريخها العريق؛ صار مستحيلاً تقديم تعريف محدد وشامل للسينما.

ومع تعدد التوصيفات والاجتهادات الاصطلاحية؛ يبقى التعريف العام لها؛ هو ما يتعلق بِالمعيار التقني، فَهي صناعة صور متحركة وعرضها على شاشة.

وأما ما يتعلق بِالمعيار الفني؛ فَيمكن اعتبار “فنّ تحديد الزمن” أبلغ تعريف لها، وهو ما توسع بِشرحه وتوضيحه السينمائي الروسي «أندريه تاركوفسكي» (1932-1986) في كتابه «النحت في الزمن – Sculpting In Time» الذّي قدم بِه تجربته الفنية المثيرة في السينما.

ومع ما أوجده التطور العلمي من اختراعات واكتشافات؛ وصلت السينما اليوم إلى عصرها الرقمي، وأصبحت الأفلام متاحة للجميع عبر عروض البثّ التدفقي التّي تتيحها على أجهزة إلكترونية متوفرة للجميع.


مما أثار جدالات واسعة وآراءً متضاربة بين مؤيد ومعارض لذاك التطور، لكنها تبقى مُشادات دون جدوى، كونها تتعلق بِأمر واقع، فرض نفسه بِقوة، ولم يعد في مرحلة (التجربة) القابلة للتراجع.

menu

أراجيك

arrow_back


المنصات الرقمية.. هل أصبحت البديل عن السينما؟

‎منذ 19 ساعة آخر تحديث: 2020/08/30


نوار عكاشه

في: سينما

mob0

لِأصالتها الفنية، وتطوراتها التقنية، وكلّ ما قدمته وتأثرت وأثرت بِه عبر تاريخها العريق؛ صار مستحيلاً تقديم تعريف محدد وشامل للسينما.



ومع تعدد التوصيفات والاجتهادات الاصطلاحية؛ يبقى التعريف العام لها؛ هو ما يتعلق بِالمعيار التقني، فَهي صناعة صور متحركة وعرضها على شاشة.


وأما ما يتعلق بِالمعيار الفني؛ فَيمكن اعتبار “فنّ تحديد الزمن” أبلغ تعريف لها، وهو ما توسع بِشرحه وتوضيحه السينمائي الروسي «أندريه تاركوفسكي» (1932-1986) في كتابه «النحت في الزمن – Sculpting In Time» الذّي قدم بِه تجربته الفنية المثيرة في السينما.



ومع ما أوجده التطور العلمي من اختراعات واكتشافات؛ وصلت السينما اليوم إلى عصرها الرقمي، وأصبحت الأفلام متاحة للجميع عبر عروض البثّ التدفقي التّي تتيحها على أجهزة إلكترونية متوفرة للجميع.


مما أثار جدالات واسعة وآراءً متضاربة بين مؤيد ومعارض لذاك التطور، لكنها تبقى مُشادات دون جدوى، كونها تتعلق بِأمر واقع، فرض نفسه بِقوة، ولم يعد في مرحلة (التجربة) القابلة للتراجع.


منصات الكترونية

مخاوف مشروعة من واقع مفروض

عندما قدم الأخوين «لوميير» يوم 6 يناير عام 1896 العرض الجماهيري لِفيلمهم القصير «وصول القطار لمحطة لاسوت» هرب الجمهور هلعاً عند رؤيتهم للقطار يتجه صوبهم بحركته السريعة ودخانه الكثيف.

منذ تلك الحادثة، بدأ مفهوم التلقي بِالتبلور، حتّى أصبح مادة غنية للدراسة، تقوم عليها أسس النقد العاشق للأصالة السينمائية، والحالة التّي تفرضها مشاهدة الأفلام بالصالات على شاشاتها الكبيرة.


يحق لنا جميعاً كَعُشاق للسينما وعاملين بِها؛ أن نُدين التحول الحاصل لِطريقة عرض الفنّ الأحبّ إلينا.

فَكيفية المُشاهدة على الشاشات الكبيرة في دور السينما تحملُ رونقاً سحرياً لا يمكن توفيره إطلاقاً في سواها.

مشاعر الدهشة والنشوة والاندماج والترقب.. لا تتحقق إلّا بِشروط صورة وإضاءة وصوت وتفاعل جماعي نعيشه في الصالات.

ومخاوفنا لا تتعلق بِوجود بدائل إلكترونية فقط، إنّما نخشى تراجع وانحصار العروض الجماهيرية بالصالات لأسباب اقتصادية مؤثرة بالصناعة السينمائية.

حيث أنّ توافر الأفلام على المنصات يؤدي حُكماً إلى تضاؤل تدريجي للإقبال الجماهيري على العروض الحيّة، مما سيتسبب بِخسائر لِمالكي دور العرض، وقد يصل لمرحلة الإفلاس، واتخاذ قرارات الإغلاق، وهو ما حدث فعلاً في عدد هائل من الصالات السينمائية حول العالم.

وبالنتيجة، سيؤدي ذلك إلى تراجع أرباح شركات الإنتاج، واضطرارها أحياناً لِمجاراة السوق بِتقديم محتوى فنّي ضعيف؛ لكنه جالب للإيرادات، كي لا تقع في خسائر وينتهي بها الأمر بِالإفلاس والإغلاق، وهذا ما حدث أيضاً مع العديد من الشركات المنتجة بِالسنوات الماضية.


على صعيد آخر؛ وكما هو معروف للمهتمين بِالفنّ السينمائي، هناك نمط بصري معين تتمتع بِه العديد من الأفلام السينمائية (فيلم 1917 مثالاً) يتعلق بِأبعاد الصورة، وتكوين الكادرات وإضاءتها، والخيارات الصوتية واللونية.

لا تُحقق المنصات والشاشات الصغيرة تلك الشروط الفنية لِلمُشاهدة، مما يضيّع الغرض الفكري والحسّي، والجهد المبذول لتحقيقه، وتفاعل المُشاهِد معه وفق مزاج محدد.

وهو ما تحاول المنصات مداراته في إنتاجاتها (فيلم Marriage story مثالاً) عبر اللجوء لخيارات إخراجية يبدو واضحاً توجهها كي تُناسب العرض على شاشات صغيرة.

المصدر : arageek 

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق